فصل: تفسير الآية رقم (36):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (36):

{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36)}
{فِي بُيُوتٍ} متعلق بيسبح الآتي {أَذِنَ الله أَن تُرْفَعَ} تُعَظَّم {وَيُذْكَرَ فِيهَا اسمه} بتوحيده {يُسَبِّحُ} بفتح الموحدة وكسرها: أي يُصلي {لَهُ فِيهَا بالغدو} مصدر بمعنى الغدوات: أي البُكر {والأصال} العشَايَا من بعد الزوال.

.تفسير الآية رقم (37):

{رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)}
{رِجَالٌ} فاعل يسبِّح بكسر الباء وعلى فتحها نائب الفاعل (له) و(رجال) فاعل فعل مقدّر جواب سؤال مقدر كأنه قيل: من يسبحه؟ {لاَّ تُلْهِيهِمْ تجارة} أي شراء {وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ الله وَإِقَامِ الصلاة} حذف هاء إقامة تخفيف {وَإِيتَاءِ الزكواة يخافون يَوْماً تَتَقَلَّبُ} تَضْطَرِبُ {فِيهِ القلوب والأبصار} من الخوف، القلوب بين النجاة والهلاك، والأبصار بين ناحيتي اليمين والشمال: هو يوم القيامة.

.تفسير الآية رقم (38):

{لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)}
{لِيَجْزِيَهُمُ الله أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ} أي ثوابه وأحسن بمعنى حسن {وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ والله يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} يقال فلان ينفق بغير حساب أي يوسع كأنه لا يحسب ما ينفقه.

.تفسير الآية رقم (39):

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39)}
{والذين كَفَرُواْ أعمالهم كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ} جمع قاع: أي في فلاة وهو شعاع يرى فيها نصف النهار في شدّة الحر يشبه الماء الجاري {يَحْسَبُهُ} يظنه {الظمان} أي العطشان {مَاءً حتى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً} مما حسبه كذلك الكافر يحسب أن عمله كصدقة ينفعه حتى إذا مات وقدم على ربه لم يجد عمله أي لم ينفعه {وَوَجَدَ الله عِندَهُ} أي عند عمله {فوفاه حِسَابَهُ} أي جزاه عليه في الدنيا {والله سَرِيعُ الحساب} أي المجازاة.

.تفسير الآية رقم (40):

{أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)}
{أَوْ} الذين كفروا أعمالهم السيئة {كظلمات فِي بَحْرٍ لُّجّىّ} عميق {يغشاه مَوْجٌ مّن فَوْقِهِ} أي الموج {مَوْجٌ مّن فَوْقِهِ} أي الموج الثاني {سَحَابٌ} أي غيم، هذه {ظلمات بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ} ظلمة البحر وظلمة الموج الأول وظلمة الثاني وظلمة السحاب {إِذَا أَخْرَجَ} الناظر {يَدَهُ} في هذه الظلمات {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} أي لم يقرب من رؤيتها {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ الله لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ} أي من لم يهده الله لم يهتد.

.تفسير الآية رقم (41):

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41)}
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يُسَبّحُ لَهُ مَن فِي السموات والأرض} ومن التسبيح صلاة {والطير} جمع طائر بين السماء والأرض {صافات} حال باسطات أجنحتهنّ {كُلٌّ قَدْ عَلِمَ} الله {صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ والله عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} فيه تغليب العاقل.

.تفسير الآية رقم (42):

{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)}
{وَللَّهِ مُلْكُ السموات والأرض} خزائن المطر والرزق والنبات {وإلى الله المصير} المرجع.

.تفسير الآية رقم (43):

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43)}
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يُزْجِى سَحَاباً} يسوقه برفق {ثُمَّ يُؤَلّفُ بَيْنَهُ} يضم بعضه إلى بعض فيجعل القطع المتفرقة قطعة واحدة {ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً} بعضه فوق بعض {فَتَرَى الودق} المطر {يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ} مخارجه {وَيُنَزّلُ مِنَ السماء مِن} زائدة {جِبَالٍ فِيهَا} في السماء بدل بإعادة الجارّ {مِن بَرَدٍ} أي بعضه {فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ} يقرب {سَنَا بَرْقِهِ} لمعانه {يَذْهَبُ بالأبصار} الناظرة له: أي يَخْطَفَها.

.تفسير الآية رقم (44):

{يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (44)}
{يُقَلّبُ الله اليل والنهار} أي يأتي بكل منهما بدل الآخر {إِنَّ فِي ذَلِكَ} التقليب {لَعِبْرَةً} دلالة {لأُوْلِى الأبصار} لأصحاب البصائر على قدرة الله تعالى.

.تفسير الآية رقم (45):

{وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)}
{والله خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ} أي حيوان {مِن مَّاءٍ} أي نطفة {فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِى على بَطْنِهِ} كالحيات والهوام {وَمِنهُمْ مَّن يَمْشِى على رِجْلَيْنِ} كالإِنسان والطير {وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِى على أَرْبَعٍ} كالبهائم والأنعام {يَخْلُقُ الله مَا يَشَاءُ إِنَّ الله على كُلّ شَئ قَدِيرٌ}.

.تفسير الآية رقم (46):

{لَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)}
{لَّقَدْ أَنزَلْنَا ءايات مبينات} أي بيّنات هي القرآن {والله يَهْدِى مَن يَشَاءُ إلى صِرَاطٍ} طريق {مُّسْتَقِيمٍ} أي دين الإِسلام.

.تفسير الآية رقم (47):

{وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47)}
{وَيَقُولُونَ} أي المنافقون {ءَامَنَّا} صدّقنا {بالله} بتوحيده {وبالرسول} محمد {وَأَطَعْنَا} هما فيما حكما به {ثُمَّ يتولى} يُعرض {فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مِّن بَعْدِ ذلك} عنه {وَمَا أولئك} المعرضون {بالمؤمنين} المعهودين الموافق قلوبهم لألسنتهم.

.تفسير الآية رقم (48):

{وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48)}
{وَإِذَا دُعُواْ إِلَى الله وَرَسُولِهِ} المبلغ عنه {لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ} عن المجيء إليه.

.تفسير الآية رقم (49):

{وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49)}
{وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ الحق يَأْتُواْ إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ} مسرعين طائعين.

.تفسير الآية رقم (50):

{أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50)}
{أَفِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ} كفر {أَمِ ارتابوا} أي شكّوا في نبوّته {أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ الله عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ} في الحكم أي فيظلموا فيه؟ لا {بَلْ أولئك هُمُ الظالمون} بالإِعراض عنه.

.تفسير الآية رقم (51):

{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)}
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المؤمنين إِذَا دُعُواْ إِلَى الله وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ} أي: القَول اللائق بهم {أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} بالإِجابة {وأولئك} حينئذٍ {هُمُ المفلحون} الناجون.

.تفسير الآية رقم (52):

{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)}
{وَمَن يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ الله} يخافه {وَيَتَّقْهِ} بسكون الهاء وكسرها بأن يطيعه {فأولئك هُمُ الفائزون} بالجنة.

.تفسير الآية رقم (53):

{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (53)}
{وَأَقْسَمُواْ بالله جَهْدَ أيمانهم} غايتها {لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ} بالجهاد {لَيَخْرُجُنَّ قُل} لهم {لاَّ تُقْسِمُواْ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ} للنبيّ خير من قسمكم الذي لا تصدقون فيه {إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} من طاعتكم بالقول ومخالفتكم بالفعل.

.تفسير الآية رقم (54):

{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54)}
{قُلْ أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول فَإِن تَوَلَّوْاْ} عن طاعته بحذف إحدى التاءين خطاب لهم {فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمّلَ} من التبليغ {وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمّلْتُمْ} من طاعته {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ وَمَا عَلَى الرسول إِلاَّ البلاغ المبين} أي التبليغ البيّن.

.تفسير الآية رقم (55):

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)}
{وَعَدَ الله الذين ءَامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصالحات لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض} بدلاً عن الكفار {كَمَا استخلف} بالبناء للفاعل والمفعول {الذين مِن قَبْلِهِمْ} من بني إسرائيل بدلاً عن الجبابرة {وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الذي ارتضى لَهُمْ} وهو الإِسلام بأن يظهره على جميع الأديان ويوسع لهم في البلاد فيملكونها {وَلَيُبَدّلَنَّهُمْ} بالتخفيف والتشديد {مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ} من الكفار {أَمْناً} وقد أنجز الله وعده لهم بما ذكر وأثنى عليهم بقوله: {يَعْبُدُونَنِى لاَ يُشْرِكُونَ بِى شَيْئاً} هو مستأنف في حكم التعليل {وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلك} الإِنعام منهم به {فأولئك هُمُ الفاسقون} وأوّل من كفر به قتَلة عثمان رضي الله عنه فصاروا يقتتلون بعد أن كانوا إخواناً.

.تفسير الآية رقم (56):

{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)}
{وَأَقِيمُواْ الصلاة وَءَاتُواْ الزكواة وَأَطِيعُواْ الرسول لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} أي رجاء الرحمة.

.تفسير الآية رقم (57):

{لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57)}
{لاَ تَحْسَبَنَّ} بالفوقانية والتحتانية والفاعل الرسول {الذين كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ} لنا {فِي الأرض} بأن يفوتونا {وَمَأْوَاهُمُ} مرجعهم {النار وَلَبِئْسَ المصير} المرجع هي.

.تفسير الآية رقم (58):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58)}
{ياأيها الذين ءامَنُواْ لِيَسْتَئْذِنكُمُ الذين مَلَكَتْ أيمانكم} من العبيد والإِماء {والذين لَمْ يَبْلُغُواْ الحلم مِنكُمْ} من الأحرار وعرفوا أمر النساء {ثلاث مَرَّاتٍ} في ثلاثة أوقات {مِّن قَبْلِ صلاة الفجر وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِّنَ الظهيرة} أي وقت الظهر {وَمِن بَعْدِ صلاة العشاء ثلاث عَوْرَاتٍ لَّكُمْ} بالرفع خبر مبتدأ مقدّر بعده مضاف وقام المضاف إليه مقامه: أي هي أوقات، وبالنصب بتقدير أوقات منصوباً بدلاً من محل ما قبله قام المضاف إليه مقامه، وهي لإِلقاء الثياب تبدو فيها العورات {لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ} أي المماليك والصبيان {جُنَاحٌ} في الدخول عليكم بغير استئذان {بَعْدَهُنَّ} أي بعد الأوقات الثلاثة، هم {طوافون عَلَيْكُمْ} للخدمة {بَعْضُكُمْ} طائف {على بَعْضٍ} والجملة مؤكدة لما قبلها {كذلك} كما بيّن ما ذكر {يُبيّنُ الله لَكُمُ الآيات} أي الأحكام {والله عَلِيمٌ} بأمور خلقه {حَكِيمٌ} بما دبَّره لهم، وآية الاستئذان قيل منسوخة وقيل لا، ولكن تهاون الناس في ترك الاستئذان.